ان شاء الله يعجبكم الموضوع
ظاهرة الكتابة والرسوم العشوائية على الجدران ظاهرة ممقوتة يلجأ إليها معظم الشباب؛ للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم المكبوتة، وهي تمثل منحدراً سلوكياً سيئاً قد يكون وراءه عامل نفسي وانفعالي يدفع فئة من الشباب إلى مثل هذا التعبير الغريب وغير اللائق، إما للتنفيس، وإما للفت الأنظار، وإما تشويهاً لسمعة الآخرين، أو تخليداً لذكرى، أو تعصباً لأحد الأندية، أو غيرها من الأسباب، غير عابئين بجمال ونظافة المدينة.
الظاهرة منتشرة في نطاق واسع؛ فهي تتمدد بطول المدن وعرضها، ونظرة المجتمع لها تكاد تكون واحدة، ومبرراتها غير مقنعة للكثيرين. حاولنا الغوص في أعماق المشكلة؛ لمعرفة أبعادها ومسبباتها، وقمنا بهذا الاستطلاع وسط شريحة متنوعة من أفراد المجتمع؛ لعلنا نمسك ببعض خيوطها.
عمل مرفوض
أبو عبدالمجيد (معلم) أكد أن العبث الذي يقوم به البعض من الكتابة أو الرسومات بهدف التخريب أو التشويه أو غير ذلك من الأسباب والدوافع الشخصية، هو عمل مرفوض؛ إذ فيه اعتداء على الممتلكات وإلحاق الأذى بالآخرين، وأضاف: تعتبر هذه الظاهرة سيئة يجب محاربتها والقضاء عليها بوسائل عدة تتمثل في التنشئة السليمة والتوجيه التربوي في البيت والمدرسة والمسجد، وكذلك بالعقاب الملائم، إن لزم الأمر.
ظاهرة منتشرة
هدى (طالبة في المرحلة الثانوية) تقول: هي في الحقيقة ظاهرة منتشرة حتى في المدارس، وخاصة على أبواب دورات المياه والممرات الداخلية، وعلى أسوار فناء المدرسة الخارجية. وأعتقد أن السبب وراء هذا التصرف هو رغبة التنفيس و(فش الخلق)، إما للتعبير عن الكره لإحدى المدرسات أو المدرسة ذاتها ببعض العبارات المخلة، وكذلك كتابة بعض الذكريات والخواطر والأشعار. وتضيف: أعتقد أن هناك ما يسمى الورق (!)؛ لنكتب فيه إلى أن ينتهي ما يخالج مشاعرنا التي نحتاج إلى إخراجها بطريقة سليمة.
عنوان لشباب اليوم
فوزية (معلمة للمرحلة المتوسطة) أشارت إلى أن الكتابة على الجدران ظاهرة شباب هذا اليوم ربما لإخراج مشاعر مكبوتة يحرّم المجتمع خروجها أو لم يجد من يسمع له؛ لذلك يجد هؤلاء الشباب في الجدران المكان المناسب للبوح بها. ولم يقتصر الأمر على الجدران فقط بل امتد لجذوع الأشجار بالنحت عليها وطاولات المدارس وأعمدة الإنارة واللوحات الإعلانية. وتضيف قائلة: أعتقد أن هذا التصرف لا يسيء لفاعله لأنه سيكون مجهول الهوية ولكن يقع الضرر على المظهر العام والمجتمع.
عبدالله يقول: بالنسبة لي غير مؤيد أبداً التعبير عن الرأي سواء بالكتابة أو الرسوم على الجدران؛ لأنه سلوك غير حضاري.. ونحن كمسلمين لا يفترض أن يحدث منا هذا التصرف لأن النظافة من الأيمان.. والكتابة على الجدران تناقض هذا المفهوم.
مواهب حقيقية
ويضيف قائلاً: أحياناً نشاهد خطوطا جميلة وأبيات شعر وعبارات رائعة، وهذه الكتابات تنم عن مواهب حقيقية يمكن تشجيعها. فهم بحاجة إلى رعايتها وتوجيهها الوجهة السليمة كتخصيص بعض الجدران في أحياء مختلفة أو الالتحاق بالأندية لتفريغ طاقاتهم الكتابية بعيداً عن الألفاظ البذيئة أو تشويه المنظر العام.
نورة تقول: أعتقد أنه سلوك عدواني من قبل شباب طائشين يحاولون من خلاله بث سمومهم على المارين بكتابة أمور يخجل المرء من قراءتها.. حتى المساجد لم تسلم من الكتابة على جدرانها وكذلك مدارس البنات بشكل لافت للنظر بعبارات يندى لها الجبين.. وقد رأيت بنفسي بواب مدرسة للبنات وهو يقوم بطلاء ما هو مكتوب حتى لا يقرؤه أحد.
وتضيف قائلة: حتى طرق السفر البرية كان لها الحظ الأكبر، فلا تخلو الاستراحات ومحطات الوقود والمساجد ودورات المياه.. وكذلك المرتفعات الجبلية من ذكرياتهم وأسمائهم وكأنه سجل لمذكراتهم الشخصية!!.
بوح الدواخل
فيصل (طالب في المرحلة المتوسطة) يقول: تعتبر الجدران لدى البعض منا متعة ومتنفسا للتعبير عما في داخلنا من همّ وحزن وحب، وكأنه كشكول وردي وهو أسهل وسيلة لكي نوصل مشاعرنا لمن نشاء.
إيمان (طالبة جامعية) تؤكد أنه شغب وقلة وعي وعدم إحساس بالمسؤولية لمن يمارس هذه العادة السيئة.. وتضيف: هناك من يعلل هذا التصرف على أنه هواية لقدرته وإجادته لفن الخط والرسم على الحائط.. والبعض يراها نوعا من التسلية والمرح والتحدي والتقليد بين الشباب. وكلها أسباب غير مقنعة ومبررة.. بل هو تعد وعبث بممتلكات الغير وعدم احترام الذوق العام.